X

الصين روسيا أمريكا… ملامح النظام العالمي الجديد

الصين روسيا أمريكا… ملامح النظام العالمي الجديد

عبدالحي ابن يعيش

سؤال يطرح نفسه، من سيقود العالم؟ هل ستستمر أمريكا في إدارة العالم؟ أم هل التحالف الصيني الروسي سيدق أخر مسمار في نعش أمريكا؟ خصوصا بعد المناورات العسكرية لكوريا الشمالية في بحر اليابان وجارتها الجنوبية والأزمة الروسية الأوكرانية والبولندية وأزمة تايوان وتداعيات جائحة كورونا والتحولات الاقتصادية المترتبة عنها، والانعكاسات السلبية التي راكمهاالاتحاد الاوروبي من غزو أوكرانيا حتى صار عاجزا عن تبني موقف من الدب الروسي صاحب النفط والغاز.

يشهد تاريخ البشرية في وقتنا الحالي تحولات جيوستراتيجية في ارجاء المعمور لكسر قيود هيمنة أمريكا استعدادا لتغيير ترتيب العمالقة، وبالتالي لم يعد هنالك نظام وقيادة للعالم كما كان الحال منذ سنوات قليلة بل هنالك خلافات على كل التفاصيل.. فكل الدول تتصرف كما تشاء ولم يعد هنالك استقرار فهذا مايجعلنا  نتساءل من سيقود العالم بعد الان؟

الصراع الصيني الأمريكي

عرف التاريخ منذ النشأة قيادات متحكمة في الشعوب عسكريا وثقافيا واقتصاديا كالرومان والعثمانيين والعرب والفرس…

فالعالم كمؤسسة تستلزم وجوبا من يديرها لتسيرها وفقا لخدمة مصلحته وحماية عملائه، استنادا لنجاعة ترسانته الرقمية، التكنولوجية، النووية والبيولوجية لقيادة العالم.

فمن هذا المنطلق سنسلط الضوء على العملاقين الامريكي والصيني لاستقراء مستقبل كلاهما في إعتلاء منصة التحكم في العالم.

تصر الصين على تقزيم وجود أمريكا، تمهيدا لاعتلائها عرش القوة العظمى بعدما صار اقتصادها يحتل المرتبة الأولى عالميا، أما بخصوص الولايات المتحدة الأمريكية فهي لاتزال محتفظة بصلاحيات التهديد وفرض العقوبات خصوصا على الدول المحاولة التحرر من هيمنة الدولار الأمريكي في معاملاتها التجارية، وهذا ما يجعل الاتفاقيات والمفاوضات الحالية بدون معنى مادام العمالقة متربصون ببعضهم البعض بغية السيطرة تدريجيا على الدول المجاورة لهم تأهبا للخصوم الذين يحاولون استغلال هذه الدول لتمركز قواعدهم العسكرية.

مقالات ذات صلة بالموضوع

الصراع الروسي الأمريكي

إن ما حدث في القمة العشرين المنعقدة في اندونيسيا يوضح بالملموس التوصيات الأمريكية لمطالبة الدول المشاركة تجميد كافة الاصول ورؤوس الاموال الروسية في البنوك الغربية بالإضافة الى تعويض روسيا لأوكرانيا عن تلف بنيتها التحتية وذلك من اجل الضغط على روسيا للتفاوض مع اوكرانيا، وفي نفس الوقت الضغط على أوكرانيا للجلوس على طاولة المفاوضات مع نظيرتها الروسية التي غير رئيسها فولوديمير زيلينسكي تصريحه سابقا “لا تفاوض مع الروس الا بعد اقالة بوتين واسترجاع الاراضي الأوكرانية”.

فهل ستنجح أمريكا في فرملة هيمنة روسيا اقتصاديا؟ دون تدخل حلف الناتو؟ وهل ستعاقب روسيا بولندا بكونها المنفذ الغربي العسكري لأوكرانيا؟

وهل سيتم تفعيل المادة الخامسة من ميثاق الامم المتحدة لحلف الناتو والتي تنص على ضرورة هجوم الحلف كاملا على اي دولة تهاجم عضوا من اعضائها؟

التحالفات الأمريكية والبريطانية ونظيرتها الصينية والروسية ستضطر للجلوس والتفاوض مادامت دول أوروبا عاجزة عن تبني موقف واضح مخافة تدهور اقتصادها أكثر جراء اعتمدها على مصادر الطاقة الروسية، ويبقى الخاسر الأكبر هي شعوب المناطق المجاورة التي وجدت نفسها خلال الأزمة الروسية الأكرانية منهكة من ويلات فواتير الغاز النفط، الغذاء والتضخم.

مادام مستقبل التعاون والتنمية المستدامة في قادم السنين غامضا، فيبقى حل الاكتفاء الذاتي والتركيز على التعليم والمجالات  التقنية والتكنولوجية خاصة الطاقات المتجددة لتحقيق الأمن الغذائي والطاقي للدول النامية وبالأخص العربية منها حلا وحيدا للتغلب على الأزمات المستقبلية.

الموجه عبد الحي ابن يعيش

الصين روسيا أمريكا… ملامح النظام العالمي الجديد

أزمة حرية الإعلام في الدول العربية

صفحة الموجه.كوم على الفايسبوك

مقالات ذات صلة بالموضوع

موقعنا يستعمل الكوكيز لتوفير تجربة زوار تناسب احتياجاتكم.